تابعني على الفيس بوك

ترجم المدونه

القران الكريم

احدث االمواضيع

شاركنا وتواصل معنا

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

الاثنين، 20 مايو 2013

الشيخ الحسيني عرمان: سألاحق إيطاليا دوليًّا حتى تعتذر لمصر وللجماعة الإسلامية


حمله الدفاع عن الرسول والاسلام
- إذا كان الإسلاميون في إيطاليا إرهابيين؛ فلماذا لم تحدث أية أعمال إرهابية في المدن الإيطالية؟!
- أطالب الرئيس مرسي بأن يرد لي اعتباري، وأذكره بمقولته: "لن يُهان مصري في عهدي".
رغم أن الجالية الإسلامية في ميلانو بذلت جهودًا حثيثة من أجل وقف إجراءات ترحيل الإمام المصري "الحسيني حلمي عرمان" الشهير بـ"أبو عماد"، مدير المعهد الإسلامي بميلانو في إيطاليا؛ إلا أن السلطات هناك أصرَّت على ترحيله، على الرغم من أنه سبق حصوله على اللجوء السياسي، ولم تشفع للسلطات الاعتبارات الإنسانية التي يمكن أن تترتب على ترحيله من أضرار لزوجته، وهي تقيم وحيدة في ميلانو، وبعد ترحيله تبقى دون عائل.
يتميز "الشيخ عرمان" بأنه متزن، وفكره وسطي معتدل، فضلاً عن إسهاماته الدعوية والإنسانية.
منذ عدة سنوات، كانت السلطات الإيطالية قد وجهت اتهامات لمجموعة من المسلمين العرب المقيمين بميلانو تتضمن مزاعم بتكوين تشكيل إرهابي داخل إيطاليا، ووضعت على رأسهم الشيخ "أبو عماد"، غير أن المحكمة الدستورية أسقطت عن المتهمين الاتهام بالإرهاب، ولكن تمت محاكمة "أبو عماد"، وقضت المحكمة الجنائية بمعاقبته بالسجن ثلاث سنوات، ورغم أن القانون الإيطالي يسمح بقضاء مثل هذه العقوبة في المنزل، إلا أنه تم رفض تنفيذ هذا الإجراء بالنسبة لأبي عماد وقضاها كاملة.
لم يخجل الشيخ الحسيني حلمي عرمان، القيادي البارز بالجماعة الإسلامية، والملقب بـ"أبو عماد"، أن يتحدث عن فترة اعتقاله في السجون الإيطالية، ولم ترهبه القضبان أن يتحدث عن أسرار القبض عليه واعتقاله، وكشف -في حوار صريح- عن أسباب اعتقاله، وعن الجاني الحقيقي في قضية مقتل الشيخ طلعت فؤاد.
الحسيني عرمان المرحَّل من إيطاليا يوم الخميس الماضي، قال: إن الأجهزة الأمنية في مصر في عهد "المخلوع" ساعدت المخابرات الأمريكية "CIA " في القبض على الشيخ طلعت فؤاد وترحيله إلى مصر بمساعدة إيطاليا، ومن ثم تصفيته في مصر دون أن يسمع به أحد.
وكشف "عرمان" في حواره عن أسرار تعذيب المسلمين في ميلانو، وخاصة الإسلاميين الدعويين الذين ساعدوا مسلمي البوسنة في حربهم ضد الصرب.
وإلى نص الحوار:

كيف كانت رحلتك الدعوية من مصر إلى إيطاليا؟
مرت رحلتي الدعوية عبر السعودية وباكستان وكرواتيا حتى استقر بي الأمر في إيطاليا؛ ففي عام 1993م، دخلت إيطاليا بدعوة من المعهد الثقافي الإسلامي لحضور المخيَّم الصيفي الثالث لإلقاء المحاضرات والدروس، ومنذ ذلك الحين لم أخرج من إيطاليا إلا لمرة واحدة عندما زرت النمسا لحضور مؤتمر دعوي استغرق أسبوعين. وقد ساعدت الشيخ أنور شعبان -الذي كان يشغل منصب مدير المعهد الثقافي الإسلامي في ذلك الوقت- في إدارة شئون المعهد إلى أن قُتل في البوسنة.
كيف تُوُفِّيَ
الشيخ أنور شعبان هو أمير المجاهدين العرب، وتم قتله على أيدي الكروات في البوسنة عام 1995م. في ذلك الوقت تم تلفيق قضية "سفنكس (أبو الهول)" إلينا، عن طريق معلومات كاذبة من ثلاثة من المسلمين، ودخلنا بسببها أنا و12 شخصًا السجن الإيطالي وكان المتهمين في هذه القضية 63 شخصًا.
مَن لفَّق إليك هذه التهم؟
في تلك الفترة، كان الصراع في مصر بين الجماعة الإسلامية والنظام الحاكم قد وصل إلى ذروته، وبدا واضحًا للجميع أن انتماء المعهد الإسلامي يميل للجماعة الإسلامية، وكان الشيخ أنور -رئيس المعهد- قبل وفاته يتصل شخصيًّا بالعديد من قيادات الجماعة الإسلامية، ومنهم: الشيخ مصطفى حمزة، والشيخ عبود الزمر، ولذلك فإن المخابرات الأمريكية بالتعاون مع أمن الدولة وبعض الجهات في إيطاليا كان لها دور كبير في توقيفي.

من هو إبراهيم قنديل؟ وكيف ارتبط اسمه بقضيتك؟
إبراهيم قنديل هو شخص مصري، طُرد من النمسا؛ لأنه تزوج من نمساوية والدها كان غنيًّا، وحدثت بينهما مشاكل كبرى فتم طرده من النمسا، فجاء إلى إيطاليا بدون إقامة فتم القبض عليه، ثم بعد ذلك نجحت إيطاليا في تجنيده لينقل أخبار المعهد الثقافي الإسلامي إلى الحكومة الإيطالية.
وماذا عن "عماد سالم" الرابط الأساسي في قضية الدكتور عمر عبد الرحمن؟
طبعًا، لا يستطيع أحد أن يتجاهل هذه الشخصية، فقد كان السبب الأساسي الذي استخدمه الأمريكان ضد الدكتور عمر عبد الرحمن؛ حيث قام بتسجيل فتوى للدكتور عمر، اعتبرها الأمريكان دليل إدانة للدكتور عمر، والرابط بينه وبين إبراهيم قنديل في أن الأخير حاول أن يفعل معي مثل ما فعل عماد سالم مع الدكتور عمر، ولكنه لم ينجح.
في تلك الفترة، كيف حاولت الحكومة المصرية إيقاف نشاطك الدعوى؟
الحكومة في مصر وإيطاليا وأمريكا لم تنم عنى يومًا، فكنتُ دائمًا في نظرهم الإرهابي المتشدد، وكان مَن يحاول أن يتحدث في أمور الدين يسمى "إرهابيًّا" مهما كانت مرتبته العلمية أو الدعوية، وحاولت الحكومة الإيطالية بالتعاون مع المخابرات المصرية تلفيق تهمة "مافيا" لي، وادعوا بأني أستطيع غسل مخ الإنسان في 5 دقائق، ولكن القاضي اعتبر أنه لا توجد دلائل للإدانة وسقطت هذه التهمة بالتقاضي في عام 2005م؛ حيث إنه لم يبت في القضية من الدرجة الأولى.
كيف حاولت الجماعة الإسلامية -باعتبارك أحد أبنائها- إخراجك من المعتقل؟
في إيطاليا يوجد ما يسمى "محكمة الحرية"، وهى عبارة عن محكمة تعطى الحق للمتهمين بإمكانية المحاكمة من خارج السجن، قدمت طلب لها لمحاكمتي من الخارج، ولكنه رفض في البداية، ثم قدمت استشكالاً على الحكم، فقبلته المحكمة، وقالت: إن هؤلاء ليسوا مجرمين، ولكنهم متهمين في قضايا يمكن أن يحاكموا عليها من خارج السجن. وبالتأكيد في تلك الفترة كانت هناك اتصالات بيني وبين العديد من قيادات الجماعة في مصر.
هل ترى أن هناك تقصيرًا من جانب قيادات الجماعة الإسلامية في محاولة إخراجك من السجن؟
قضيت فترة اعتقالي كاملة، والوضع في مصر كان حرِجًا للغاية، ولا يمكن أن ألوم أيًّا مِن قيادات الجماعة في تلك الفترة؛ فأبناء الجماعة الإسلامية كانوا يُسجنون ويعذبون في السجون المصرية، وكان هناك بعض الأنشطة الإعلامية لأعضاء الجماعة في الخارج، مثل الشيخ "أبو طلال" وغيره، وكنت أتواصل معه ومع بعض قيادات الجماعة الإسلامية.

كيف توليت رئاسة المعهد الثقافي الإسلامي؟
في تلك الفترة -أقصد فترة حبسي لمدة 6 شهور- قُتل الشيخ أنور شعبان غدرًا، فتوليت رئاسة المعهد الثقافي الإسلامي، واستمرت أنشطة المعهد كما هي من: محاضرات دعوية، ودورات صيفية، وأنشطة، ومجالات، وكتب، وترجمة القرآن، وغير ذلك من أنشطة المعهد.
وكيف تم اعتقالك بعد رئاسة المعهد الثقافي الإسلامي؟
تم اعتقالي بشكل أشبه بالكرتوني، فوجئت صباح يوم من الأيام بالأمن -المكلف بحراسة المعهد- يقوم بإطلاق النيران على المواطنين الإيطاليين في الشارع، فقامت الشرطة الإيطالية بالقبض عليَّ باعتباري رئيس المعهد، ووجهوا لي تهمة بأني إرهابي، وعلى أساسها تم اعتقالي 3 سنوات، وكنتُ في تلك الفترة قد تقدمت بطلب اللجوء السياسي، وتم رفضه، ثم قدمت اعتراضًا فتم قبوله، وقامت المحكمة الإدارية الإيطالية بتعليق طلبي، فلم أحصل على اللجوء السياسي.
ولكن، يعلم الجميع أنك حصلت على اللجوء السياسي؛ فكيف؟!
بعد 14 سنة في إيطاليا، وأنا موجود في السجن، تم إبلاغي بأن السلطات الإيطالية وافقت على إعطائي حق اللجوء السياسي، وحدث بعد ذلك موقف عجيب، جاء وزير الداخلية في ذلك الوقت، ويدعى "مروني"، وكان معروفًا بكرهه للإسلاميين والعرب، وقال في اجتماع لوزراء الداخلية الأوربيين: "إن "أبو عماد" خطيب وإمام "ميلانو" سيتم ترحيله بعد قضاء فترة اللجوء السياسي"، وبالفعل تم تنفيذ قراره، ويُعتبر ذلك مخالفًا لكافة القوانين الدولية؛ لأنه ليس من حقه التحدث في هذا الأمر.
كيف تعاملت الجالية الإسلامية بميلانو مع قضيتك؟
حاولت الجالية الإسلامية بميلانو مساعدتي والوقوف بجانبي، فقاموا بجمع آلاف التوقيعات التي تُثبت أنى أقوم بأنشطة دعوية وليس لي علاقة بالمنظمات الإرهابية، ولكن السلطات الإيطالية كانت قد عزمت على سجني ولم تفلح مجهودات الجالية الإسلامية.
وهل استسلمت الجالية الإسلامية لقيود الحكومة الإيطالية ورغبتها في سجنك ظلمًا؟
بالعكس، بعد أحداث 11 سبتمبر زاد الضغط على الإسلاميين، وشعرت بأن الإيطاليين يحاولون تدبير تهمة أخرى لي لإبقائي بالسجن بقية حياتي، فأرسلت خطابًا إلى الرئيس الإيطالي، وطلبت منه أن يقرأ سيرتي، وأكدت له أني لا أنتمي لأية تنظيمات تخريبية، وحاولت الاتصال بعدة جهات لدعم موقفي، وبالفعل نجحت مجهودات في وقف المؤامرات الأمريكية الإيطالية ضدي.
كيف كان المعهد الإسلامي يقوم بدوره أثناء فترة اعتقالك؟
المعهد الإسلامي من أكبر المؤسسات الدعوية في شمال إيطاليا، وهو مثال يُحتذى به، وقام بدور كبير في تكوين كوادر للدعوة، وعمل دورات شرعية، وتقديم المساعدات الاجتماعية، وكان للمعهد دور كبير في كافة المشكلات الاجتماعية، وترجمة الكتب، وترجمة القرآن الكريم، وأصدرنا مجلة "صوت الحق"، ولم تتوقف أيٌّ من أنشطة المعهد بعدما تم اعتقالي؛ لأن المعهد كان له رسالة، والرسالة لا تتوقف على شخص مهما كان.
اذكر لي أمثلة عن مجهودات المعهد الثقافي الإسلامي في أوروبا؟
المعهد كان له مجهودات كبيرة في العديد من نواحي الحياة، ولعل ما قام به المعهد من دعوة مسلمي "البوسنة"، والوقوف بجانبهم ضد الصرب، وتقديم المعونات الإنسانية والدعوية لهم؛ هو خير دليل على مجهودات المعهد.

حدثني عن علاقتك بالشيخ طلعت فؤاد؟ وكيف حدث اختفاؤه وقتله؟
الشيخ طلعت فؤاد من الشخصيات التي لا يمكن أن تُنسى، وكنت في السجن عندما اختفى، ولكنه كان مصرًّا على الذهاب إلى "البوسنة"، واعتقلته القوات الأمريكية وقامت بتسليمه إلى السلطات الإيطالية، والتي بدورها قامت بتسليمه إلى مصر، ولم نعلم عنه أي شيء حتى اليوم، وتسربت معلومات بعد ذلك أن المخابرات المصرية قامت بتصفيته.
كيف كانت تعاملك السلطات الإيطالية في السجن؟
إيطاليا هي البلد الأوربي الوحيد الذي لم تحدث فيه أية هجمات إرهابية، وهي أيضًا من أكثر الدول الأوروبية التي تم تلفيق تهم للإسلاميين بها دون دلائل، فلو كان الإسلاميون إرهابيين لحدثت تفجيرات في بعض الأماكن والمدن الإيطالية، ولكن ذلك لم يحدث، وبشكل عام؛ فإن السلطات الإيطالية كانت تعامل المسجونين بشكل لائق بالمقارنة بما يحدث في أمريكا وبريطانيا.
وماذا بعد أن تم ترحيلك؟ وهل ستكتفي بالدعوة؟
لن أترك إيطاليا إلا بعد أن تعتذر لي شخصيًّا، وتعتذر لمصر، والجماعة الإسلامية؛ على فترة اعتقالي ظلمًا، وسألاحق الإيطاليين في المحاكم الدولية، وسأظهر للعالم كيف كانوا يتعاملون مع المسلمين، وسأتحدث عن 70 مسلمًا في السجون الإيطالية يواجهون تعذيبًا يوميًّا بدون أية تهمة توجه لهم.
أما عملي الدعوي فلن أتوقف عنه، سواء كنت في مصر أو إيطاليا؛ فالعمل الدعوي هو عمل نبتغي به وجه الله، ولن أصمت وأنا أرى المسلمين يُهانون ويعذبون يوميًّا في: البوسنة، وميانمار، وأفغانستان، والشيشان، والبلدان الأوروبية.
هل ستكون هناك علاقة بينك وبين المعهد الإسلامي بعد ترحيلك من إيطاليا؟
اتفقت مع أصدقائي وإخواني في إيطاليا على أن يكون بيننا تعاون في كافة الأنشطة الدعوية حتى وأنا موجود في مصر، وسيكون هناك تنسيق دائم بيننا في إدارة المعهد وتنظيم الدورات والمحاضرات الدعوية، ولن أتخلى عن وظيفتي الدعوية مهما واجهت من صعوبات.
هل هناك ما يُثبت أن الأمريكان والطليان كانوا سببًا في مقتل العديد من الشخصيات الإسلامية؟
بالفعل، كشف موقع "ويكيليكس" في الفترة الأخيرة عن مجموعة من الوثائق تُثبت أن الأمريكان بمساعدة الإيطاليين قاموا بقتل العديد من الشخصيات الإسلامية، ومحاولة قتل شخصيات أخرى، وأسماؤهم موجودة، وكذلك الطريقة التي تم اغتيالهم بها، ولدينا الآن نسخة من هذه الوثائق.
وماذا تطلب من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أن يقدمه لك؟
أطالب الدكتور محمد مرسي باعتباره رجلاً مصريًّا إسلاميًّا بأن يُنفذ وعده بألاَّ يُهان "مصري" في عهده، وأن يساعد المصريين المضطهدين في الخارج، وأن يقف معي حتى أستطيع أن أواجه إيطاليا بجرائمها في حق المصريين عامة وفي حق الإسلاميين منهم خاصة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق