تابعني على الفيس بوك

ترجم المدونه

القران الكريم

احدث االمواضيع

شاركنا وتواصل معنا

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

الخميس، 9 مايو 2013

ابو لبابه


أبو لبابة 
رفاعة بن عبد المنذر 
 وقيل اسمه بشير 
 شهد العقبة .. وكان نقيباً .
 كان فيمن بايع تحت العقبة من الأوس .
 قيل أنه شهد بدر 
 وقيل انه اُعْتُبِرَ كمن شهدها . 
فقد خرج إلى بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الرسول رده إلى المدينة من الطريق  فضرب له بسهمه وأجره .. أى كتب له نصيبه من الغنيمة كما ضرب لرجال من المهاجرين والأنصار . 
ممن غاب عن بدر منهم عثمان بن  عفان رضى الله عنه . 
 حمل راية بنى عمرو بن عوف  فى غزوة الفتح 
 شهد أحداً 
استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم . 
حين خرج إلى غزو ( السويق) 
شهد مع رسول الله عليه السلام  سائر المشاهد 
روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث .
توفى  بعد قتل عثمان بن عفان وقبل قتل على بن أبى طالب 
وله عقب 
أدب الرسول لأصحابه :
خرج أبو لبابة إلى "بدر" مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..  وعَلِى بن أبى طالب رضى الله عنه يتعاقبون على بعير واحد . 
كل منهم يرتحل مسافة ثم ينزل يمشى فلما جاءت نوبة المشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حاول إقناعه بالاستمرار فى الركوب . 
فقالا له : 
اركب يا رسول الله حتى نمشى عنك .. لكن الرسول قال لهما .
" ما أنتما بأقوى منى ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما ؟ "
أرأيت إلى هذا الأدب النبوى ولا غرو .. فقد  كان خلقه القرآن . 
إنه العدل ..الذى يأبى على رسول الله أن يتميز عن أحد من أتباعه فى تحمل المشقة
انه التواضع .. يطبقه الرسول عليه السلام تطبيقاً عملياً بالقول والفعل . 
إن تميز الرسول بالرسالة لا يعنى تميزه فى المشقة عن أى من اتباعه 
انه القدوة .
لا يخالطه زهو بالنفس .. ولا يداخله عُجْبٌ بدرجة أو رتبة 
رغم قوله تعالى : "ورفعنا لك ذكرك" 
- إنه الافتقار ..  ولكنه افتقار لمن ؟ 
كان أغنى الأغنياء نفساً .. يقبل الهدية .. ولا يأكل الصدقة 
إنه افتقار إلى الله تعالى ... إلى ثوابه .. وحسن جزائه .. يحتاج إليهما من الله .. 
كما يحتاج إليهما أىٌ منهما ..

دروس يعلمها الرسول لصحابته فى الحل والسفر 
فى البدو .. والحضر .. 
يلقنها لهم سلوكاً عملياً .. فطرياً .. يتدفق كما يتدفق الماء فى النهر ..
سيد الأيام :
حدث أبو لبابة عن رسول الله أنه قال : 
" سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها ..
وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم النحر 
وفيه خمس خلال :
- خلق الله تعالى فيه آدم 
- وأهبطه إلى الأرض 
- وفيه توفى الله تعالى آدم 
- وفيه ساعة .. لا يسأل الله العبد شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يكن حراماً 
- وفيه تقوم الساعة 
ما من ملك مقرب .. ولا سماء.. ولا أرض .. ولا جبال ..ولا رياح .. ولا بحر ..
إلا وهو مشفق من يوم الجمعة .. أن تقوم فيه الساعة " 
وكأن الله تعالى أراد أن يثبت يقينه عما يسمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  واستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوم الجمعة فقال : اللهم اسقنا .
فقال أبو لبابة :  يا رسول الله 
إن التمرد فى المربد () .. وما فى السماء سحاب نراه .
قال رسول الله : 
" اللهم اسقنا .. ثلاثاً "
وقال فى الثالثة :
" حتى يقوم أبو لبابة عرياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مربده بإزاره"
أى حتى يقوم أبو لبابة فيخلع ثيابه ليسد بها مخرج الماء فى المكان الذى يجفف فيه تمره .
فاستهلت السماء وأمطرت مطراً شديداً فأطافت الأنصار بأبى لبابة تقول له :
يا أبى لبابة : إن السماء لن تقلع .. حتى تقوم عرياناً فتسد ثَعْلَبَ مربدك بإزارك 
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقام أبو لبابة عرياناً .. فسد ثعلب مربده بإزاره ..
فأقلت السماء وكفت عن المطر !
وتيقن أبو لبابة 
أنَّ دعاء الرسول عليه السلام مستجاب 
وأن سيد الأيام هو يوم الجمعة 
 وفى يوم ………
شاهد المسلمون أبا لبابة منطلقاً لا يلوى على شئ 
دخل المسجد .. اقترب من أحد أعمدته .
ربط نفسه إليه .. وأخذ يبكى .. 
وتتساقط دموعه على خديه وكأنها روافد نهر تترقرق خلال لحيته الكَّثَاءِ الطويلة 
تساءل الناس ..
ماذا حدث ؟ .. وماذا جرى لأبى لبابة ؟
وأبو لبابة يبكى ويقول : 
لا أبرح مكانى هذا .. حتى يتوب الله علىَّ لقد خنت الله ورسوله !
وتعجب المسلمون : 
كيف يخون رجل مثل أى لبابة ؟ ويخون من ؟
يخون الله ورسوله ؟! 
لم يره أحد يرتكب شيئاً يؤاخذ عليه ؟!
فما هو هذا الجرم الذى جعله يفعل بنفسه ما فعل ؟!
ــــــــــ
ومرت الأحداث سريعة متعاقبة .. أمام عينيه 
ذهب حيى بن أخطب كبير اليهود إلى كعب بن أسد صاحب عقد بنى قريظة .
ومازال يغريه بنقض العهد مع المسلمين .
أخذ حيى يلقى فى أذن كعب بن أسد بفحيح الأغراء كفحيح الثعابين 
" ويحك يا كعب .. جئتك بعز الدهر وببحر طامٍ ..!
جئتك بقريش عن بكرة أبيها .. وجئتك بغطفان ..مع قادتها وسادتها 
وقد عاهدونى وعاقدونى .. على ألا يبرحوا .. حتى نستأصل محمداً ومن معه !!
وبعد شئ من التردد ..
قال كعب .. وماذا لو ارتدت الأحزاب .. وفشلت فى القضاء على محمد ؟!
قال حيى : إنى واثق من قدرة الأحزاب وقوتها !
وأعاهدك .. لو حدث شئ مما تكره .. أن أدخل معك فى حصنك ..
وأشاركك فى حظك ... 
وما أسرع ما نسى كعب .. كما هى عادة يهود .. 
فى نقض المواثيق والعهود 
ــــــــــ
وتدور عجلة الأحداث مسرعة .. على غير ما توقع حيى بن أخطب 
كان الرسول صلى الله عليه وسلم  قد أجلى بنى النضير عن المدينة 
فمنهم من رحل إلى أذرعات الشام .. ومنهم من غادر المدينة ونزل خيبر وعلى رأسهم حيى بن أخطب .
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عباده سيد الخزرج ومعهما عبد لله بن رواحه .. لاستكشاف أمر يهود قريظة وعما إذا كانوا نقضوا عهدهم مع المسلمين وانضموا إلى هذا الجيش الجرار الذى يحاصر المدينة بهدف القضاء على الدعوة واستئصال المسلمين عن أخرهم بالمدينة ..
فوجدوا قريظة على أخبث ما يكون من نقض العهد والانضمام إلى الأعداء المحيطين بالمدينة .
فماذا يفعل المسلمون إذا فتحت قريظة بابها لدخول الأحزاب فدخلوا عليهم واستأصلوهم .
تفرق الأحزاب .. وعادوا من حيث جاءوا وحاصر الرسول بنى قريظة 
خمسة وعشرين يوماً .. 
حتى أجهدهم الحصار فأرسلوا يستدعون أبا لبابة لاستشارته فى أمرهم 
قال له الرسول : 
اذهب إلى حلفائك .. فإنهم أرسلوا إليك من بين جميع الأوس ..
ودخلت عليهم ... فلما رأونى .. قام إلىَّ الرجال .. 
واجهش النسوة والصبيان بالبكاء .
- يا أبا لبابة : 
نحن مواليك دون الناس كلهم ..
قد عرفت ما صنعناه فى أمرك وأمر قومك قبل الإسلام 
يوم الحدائق .. ويوم بعاث اشتد علينا الحصار .. وهلكنا 
محمد يأبى أن يفارق حصننا .. فماذا ترى ؟ 
لقد اخترناك على غيرك .. !
هل ننزل على حكم محمد ؟ 
وفى لحظة ضعف .. لا أدرى كيف حدثت 
قلت لهم : نعم .. إنزلوا على حكمه 
وأشرت إلى حلقى وأنا أمرر عليه أصابعى .. إنه الذبح !
وكأن ندم كل ما فى العالم كان منتظراً لتلك الكلمة التى قلتها 
والإشارة التى رسمتها .. ليحل فى قلبى .. 
وقلت : " إنا لله وإنا إليه راجعون" 
خنت الله ورسوله .. 
ونزلت ودمعى كالدم يخضب لحيتى ..
فآخذت طريقاً آخر من وراء الحصن 
وأتيت المسجد .. وارتبطت بأحد أعمدته 
وبلغ رسول الله ذهابى .. وعرف ما بى 
فقال : دعوه حتى يحدث الله فيه ما يشاء 
لو كان جاءنى .. لاستغفرت له 
فأما إذ لم يأتنى وذهب وربطه بنفسه فدعوه .. !
ــــــــــ
وارتبط أبو لبابة سبعة أيام .. لا يأكل ولا يشرب .. 
وقال : لا أزال هكذا حتى أفارق الدنيا 
أو يتوب الله علىَّ 
ولم يزل ذلك حتى ضعف فما يكاد يُسْمَعُ له صوت من الجهد والوهن ... 
ورسول الله ينظر إليه بكرة وعشية .. ثم تاب الله عليه .. 
فنودى : " إن الله قد تاب عليك "
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليه ممن يفك وثاقه .. ويطلق عنه رباطه 
لكنه آبى أن يطلقه أحد .. 
غير رسول الله صلى الله عليه وسلم  
فجاء الرسول عليه السلام يحل رباطه 
وإنه ليرفع صوته يكلمه .. ويخبره .. بتوبته 
وما يكاد الرسول ليسمع صوته من الجهد 
وقد حزَّ الرباط فى ذراعه .. 
وكان من شعر ..
وكان يداويه بعد ذلك دهرا 
قال أبو لبابة بصوته الخافت .
يا رسول الله : 
إن من توبتى .. أن أهجر دار قومى .. التى أصبت فيها الذنب .. 
وأن أخرج من مالى كله صدقة إلى الله وإلى رسوله 
قال الرسول :
" يجزئك الثلث ، يا أبا لبابة "
ــــــــــ
وقال مجاهد :  نزل فى أبى لبابة قول الله تعالى :
" وآخرون اعترفوا بذنوبهم 
خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً
 عسى الله أن يتوب عليهم 
 إن الله غفور رحيم "           التوبة 102
وإن كانت هذه الآية نزلت فى أناس معينين ..
إلا أنها عامة فى كل المذنبين الخطائين ..
 ــــــــــ
قل رسول الله صلى الله عليه وسلم  :-
" أتانى الليلة آتيان فابتعثانى فانتهيا بى إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ..ولبن فضة .. 
فتلقانا رجال .. شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء .. 
وشطر كأقبح ما أنت راء .. 
قالا لهم : اذهبوا فقعوا فى ذلك النهر 
فوقعوا فيه .. ثم رجعوا إلينا 
قد ذهب ذلك السوء عنهم .. فصاروا فى أحسن صورة . 
قالا لى : هذه جنة عدن 
وهذا منزلك ..
قالا : وأما القوم .. 
الذين كانوا .. شطر منهم حسن .. وشطر منهم قبيح ... ... 
فإنهم خلطوا عملاً صالحاً .. وآخر سيئاً .. تجاوز الله عنهم . " 
هكذا رواه البخارى مختصراً 
فى تفسير هذه الآية 
هنيئاً لك يا أبا لبابة .. 
توبة الله عليك أنت ومن معك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  
الذين عاشوا مع الرسول .. ونهلوا من مشربه 
فازدادوا إيماناً ويقيناً إلى هذا الحد الذى رأيناه عندك . 
بعض إخوانك كان يذهب إلى رسول الله طالباً الدعاء له بالمغفرة وبقبول توبته  
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يستجيب لهم ويدعو لهم بصالح الدعوات لما يلمس من إخلاصهم وصدق توبتهم ورجوعهم إلى الله تعالى خاشعين ..
إنهم يعلمون إن الله تعالى قد منح رسوله الكريم هذا الشرف والفضل العظيم فى قوله 
" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك"
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول 
لوجدوا الله تواباً رحيماً. "   النساء 64
- والبعض الآخر كأبى لبابة .. 
أصدر على نفسه الحكم وقيد نفسه .. واتجه إلى الله تعالى 
تائباً نائباً رافضاً للطعام والشراب حتى يتيقن من توبة الله عليه .
وهو لم يفعل ذلك تخطياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم  ولكنه فعله استحياءً منه لأنه خالف أمره فى لحظة ضعف ..
فثارت عليه نفسه اللوامة وهو يعلم فى النهاية أن حكم الله 
سينزل على رسوله قرآناً أو غير قرآن كما يشار الله 
ولذا رأينا أن أبا لبابة رفض أن يفك وثاقه أحد غير رسول الله ليطمئن إلى أن الله تعالى قد تاب عليه يقيناً 

فالرسول هو المبلغ الصادق الأمين عن الله تعالى .

وهذه درجة عالية من الإيمان لا تتاح لكل الناس .

0 التعليقات :

إرسال تعليق