تابعني على الفيس بوك

ترجم المدونه

القران الكريم

احدث االمواضيع

شاركنا وتواصل معنا

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

السبت، 15 يونيو 2013

رمله بنت ابى سفيان ام حبيبه




رملة 
بنت أبى سفيان



هى : أم حبيبة و ....
أم المؤمنين 
بالمراسلة 








أم حبيبة 
بنت أبى سفيان 
أم المؤمنين .. بالمراسلة 
ــــــ
يخطئ كثيراً من يصف المرأة المسلمة بالتأخر أو التخلف ..
فقد جعل منها الإسلام .. ممرضة للجرحى .. بل ومقاتلة مع المقاتلين إذا احتاج الأمر .. ومتعلمة .. ومعلمة ..
وناقلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم  أحكام الدين الإسلامى .. للرجال والنساء على السواء وصاحبة رأى ومشورة يؤخذ بهما حتى فى أوقات الشدة إذا اتصفا بالصلاح والسداد ..
ومهاجرة بدينها وعقيدتها تاركة الأهل والعشيرة والزوج أحياناً .. كل ذلك فى سبيل الله تعالى .
من هؤلاء النساء الفضليات اللائى قل أن تجد لهن مثيلاً ..
أم حبيبة 
من هى ؟ .. من أبوها ؟ 
من أمها ؟ .. من زوجها ؟ 
مع من هاجرت ؟ 
ماذا لقيت فى غربتها ؟ 
كيف صبرت وصابرت واحتسبت ؟
اسمها رملة 
والرمل : واحدته رملة .. وبه سميت أم حبيبة 
فهل كان ذلك لما فى الرمل من نعومة وقوة فى نفس الوقت ..
كما أنه إذا سقطت عليه الأمطار .. 
فإنه صلب لايذوب .. بل يتألق نقاء وطهرا .. لا يحمل أقذار الحياة !
أبوهـــــا :
أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس  
أمهـــا :
ابنة عم أبى سفيان ... صفية بنت أبى العاص بن أمية بن عبد شمس 
زوجها :
عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر حليف والد أبى سفيان ... حرب بن أمية 
بنتها :
حبيبة : بنتها من عبيد الله بن جحش وباسم ابنتها حبيبة كانت تكنى 
فيقال لها : ام حبيبة … فما أعجب المقادير ..
أتراها وقد تركت الأب والأم والعشيرة .. ثم الزوج من بعد ذلك ..
لم يبق لها سوى هذه البنت ..
حبيبة لأمها .. تكنى بها .. 
فتجد فيها السلوى  عما ألم بها من قطيعة 
ــــــ
الحزن الجليل
الهجرة إلى الحبشة :
اعتنقت الإسلام رملة بنت أبى سفيان وانتقل عبيد الله بن جحش من النصرانية إلى الإسلام .. وهاجرا معا إلى الحبشة ..
ولنا أن نتخيل قدر إيمان هذه المرأة ..
ويقينها بصحة عقيدة الإسلام بما ألم بها من أحداث وما صادفته من أهوال !
فهى ليست بنت أحد المستضعفين فى الأرض الذين قد يقال عنهم -افتراء- إنهم وجدوا فى الإسلام مساواة لهم مع أشراف قريش .. فهرعوا إليه ..
والمساواة ليست عيباً يؤخذ به الإسلام ولا على من أسلم.
إنها بنت رجل من أشراف قريش .. وأثريائها .. بل بنت زعيم مكة والمشركين بها وكان أبو سفيان من أشد الناس عداوة للدين الجديد.
إنها تعرف قدر أبيها فى قومه ..
لكنها وجدت صفاء النفس .. والاقتناع الكامل بالإسلام .. وهو ما لم تجده فيما يدين به أبوها .. وأمها .. وعشيرتها ..
فآمنت بالله تعالى ربا ..
وبالإسلام ديناً .. وبمحمد صلى الله عليه وسلم  نبيا ورسولاً 
صعوبة البقاء بمكة : 
وجدت أن البقاء بمكة يسبب لها حرجاً شديداً بل قد تتعرض لأذى أبيها الذى كان يتزعم العداوة لمحمد ..
فماذا يفعل الأب بابنته إذا قيل له على سبيل السخرية والاستثارة ؟ 
إنك تعادى محمداً .. وتؤذى من يؤمنون به ويصدقونه .. وهذه ابنتك "رملة" قد 
آمنت به .. وصدقته .. وأصبحت من أتباعه وهى تعيش فى مكة بجوارك .. 
وأمام عينيك !
لذلك كان لابد لرملة أن تهاجر مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة ..
تجنبا لبطش أبيها بها !
ــــــ
عودة الزوج إلى النصرانية 
المفاجئة المحزنة :
هناك فى الحبشة بعد أن ولدت رملة ابنتها حبيبة .. فوجئت بما لم يكن فى 
الحسبان .. رأت زوجها عبيد الله فى الحلم ..
فى أبشع صورة .. صورة أفزعتها 
قالت أم حبيبة :
" رأيت زوجى فى النوم بأسوء صورة وأشوهه 
ففزعت ، فقلت : تغيرت والله حالته "
فإذا هو يقول حيث أصبح .. إنه ارتد عن الدين الذى اعتنقه إلى الدين الذى سبق له اعتناقه .. وهو النصرانية !
ولك أن تتخيل عظم هذه البلوى التى أصابتها فى غربتها ..
بعد أن تركت الأهل والعشيرة بمكة .. 
وهاهى ذى تفقد زوجها بالحبشة .. تفقده حيا .. لاميتا !
حاولت أن ترده إلى صوابه .. بالحكمة والموعظة الحسنة التى يأمر بها الاسلام ..
ولكن قلب الزوج المرتد كان قد أغلق بعد خروج الإسلام منه .. 
"ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة"
وانكب على شرب الخمر بالحبشة حتى مات .
ــــــ
صلابة رملة : 
كانت أم حبيبة -رملة- 
هذا الجزء الصغير من الرمل ..
يحمل فى داخله قوة الجبال وصلابتها .. لم يجرفها ضلال زوجها ..
ولا وحدتها فى غربتها .. بعيداً عن الأهل ..
لم تفكر فى العودة إلى زعيم مكة باكية معتذرة لتحتمى بجاهه وسلطانه .. 
بعد أن فعل زوجها ما فعل ..
ولكنها ازدادت قوة وصلابة وتماسكا .. ويقينا بالله تعالى 
الحلم الذى رأته :
وعلى نقيض الصورة الشوهاء التى رأت بها زوجها رأت هى فى منامها حلما استيقظت بعده هانئة النفس هادئة الضمير 
رأت فى منامها كأن آتيا يقول لها 
" يا أم المؤمنين " 
ترى هل كانت هذه الرؤيا .. وهذا الهاتف لها فى منامها .. هل كان تثبيتاً لها من الله تعالى وتطميناً وتسلية لها فى محنتها 
إن كلمة " أم المؤمنين " 
لاتطلق إلا على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم  فكيف يحدث هذا ؟ 
وهى فى الحبشة .. ورسول الله بالحجاز .. أم المؤمنين .. بالمراسلة
ــــــ
قالت أم حبيبة : 
ماهو إلا أن انقضت عدتى .. 
فما شعرت إلا برسول النجاشى على بابى يستأذن فإذا هى جارية له كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علىَّ فقالت : 
إن الملك يقول لك :
" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة 
قالت أم حبيبة :  بشرك الله بخير 
قالت الجارية :
يقول لك الملك وكلى من يزوجك .. فأرسلت أم حبيبة إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فى زواجها ..
وأعطيت الجارية سوارين من فضة 
وخَدَمَتَينِ (أى خلخالا) كانت فى رجليها وخواتيم فضة كانت فى أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به 
ــــــ
حفل عقد القران 


حضرة النجاشى 
كان لهذا الحفل الذى حضره النجاشى فى السنة السابقة للهجرة أهمية خاصة .. فقد كان بمثابة تكريم وتشريف من الله تعالى .. وأيضاً كرد اعتبار وتعويض لأم حبيبة عما قاسته من ارتداد زوجها 
لذلك نذكره كما ورد فى طبقات بن سعد 
" فلما كان العشى .. أمر النجاشى جعفر بن أبى طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا .. فخطب النجاشى فقال :
" الكلام مترجم إلى اللغة العربية "
" الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ... أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً عبده ورسوله ..
وأنه الذى بشر به عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم 
أما بعد فإن رسول الله كتب إلى : 
أن أزوجه أم حبيبة بنت أبى سفيان .. فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله 
وقد أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدى القوم : 
كلمة "خالد بن سعيد"
ثم تكلم خالد بن سعيد فقال :
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله 
وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "
أما بعد ، فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول اله .. وزوجته أم حبيبة بنت أبى سفيان فبارك الله رسول الله "
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها . ثم أرادوا أن يقوموا فقال النجاشى :  أجلسوا .. 
فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا .. أن يؤكل طعام على التزويج 
فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا .. ولعل أم حبيبة قالت لنفسها ..
فى نهاية هذا الحفل الكريم " إن كان قد أرتد ذاك فقد أسلم هذا ..؟ "
الجارية ترد كل ما أعطته لها أم حبيبة :
لما تسلمت أم حبيبة صداقها -أربعمائة دينار- أرسلت إلى الجارية التى بشرتها برغبة الرسول فى الزواج بها وقالت لها :
" إنى كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدى .. "
فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعينى بها  " 
ولكن الجارية رفضت .. وردت لها كل ما كانت أعطته لها وقالت لها : 
إن الملك رفض أن تتكلفى شيئاً فى غربتك هذه .. وعوضنى الكثير 
وأمر نساءه أن يبعثن لك بما عندهن من عطور .. 
لتحمل معك إلى بيتك الجديد فى ... بيت الرسول 
عودة أم حبيبة : 
وعادت أم حبيبة معززة مكرمة مع شرحبيل بن حسنة .
بعد أن جهزها "النجاشى" للرسول عليه الصلاة والسلام 
أبو سفيان والزواج :
حين علم أبو سفيان بزواج أبنته من الرسول عليه السلام قال : 
" هذا الفحل لايجدع أنفه "
أى لا يستطيع أحد قهره أو إرغامه لقوته وصلابته .. وفحولته ..
أبو سفيان وإرهاصات الفتح :
لعل أبا سفيان زعيم مكة وقائد حزب المعارضة لرسول الله فكر طويلاً فى تلك الأمارات والعلامات التى تبدو أمام عينيه .. والتى تتجمع كلها فى بؤرة واحدة هى اقتراب الساعة التى يدخل فيها محمد مكة رغم أنفه وأنوف من حوله ويحطم أصنام المجد التى يضعونها بها .. كرمز على سلطان مجدهم وجاههم وسخافة عقولهم ..
إنه يتذكر ما عامل به محمداً من صلف وغرور يوم الحديبية .. وشروط هذا الصلح التى كانت تبدو مرضية لغروره ومجحفة بالرجال الذين جاءوا لتعظيم البيت ونحر الهَدْى بلا قتال : 
ويذكر أيضاً هو وغيره كلمات "عروة بن مسعود" بعد عودته من اللقاء المثير مع الرسول صلى الله عليه وسلم  : 
" يامعشر قريش ..
إنى جئت كسرى فى ملكه ، وقيصر فى ملكه ، والنجاشى فى ملكه ..
وإنى والله ما رأيت ملكاً فى قوم قط مثل محمد فى أصحابه 
ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشئ أبداً "
وتمر أمام حدقتى أبى سفيان واحدة من الصور التى يظنون أنهم انتزعوها من براثن محمد انتزاعاً .. 
تلك الصورة التى اقتحمها أبو بصير ليتربع فى وسطها شاهراً سيفه .. 
وكيف أنها قلبت كل التخطيط والتدبير والمكر .. والغطرسة على رؤسهم ... 
فأرسلوا لمحمد يستعطفونه بأرحامهم أن يتنازل عن الشرط الذى أملوه .. 
وأن يمسك عنده من يأتيه مسلماً من قريش إذ لا حاجة لهم به ! 
وتأتى بعد ذلك صورة خزاعة .. 
" قد تواثبت فى عقد محمد وعهده .. كما تواثبت بنو بكر فى عقد قريش وعهدهم 
صور كثيرة تمر بخاطر زعيم قريش عن انتصارات الرسول على يهود وتأديبهم ..
وأن الطريق صار ممهداً لأن تدور الدائرة على أبى سفيان ومن معه خاصة بعد نقض ما جاء بصلح الحديبية .. 
اعتداء بنى بكر وقريش على خزاعة : 
تظاهرت بنو بكر وقريش على هزيمة وأصابوا منهم ما أصابوا ..ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله من عهد وميثاق بما استحلوا من خزاعة الذين كانوا فى عقد الرسول وعهده .. 
واستنصر عمرو بن سالم برسول الله فقال له : 
" نصرت يا عمرو بن سالم "
وبمرور هذه الصور.. الواحدة تلو الأخرى .. 
كل صورة تلسع حدقتى أبى سفيان حتى أوشكت الحدقتان أن تحترقا وأن يصابا بإنفصال شبكى يصبح أبو سفيان بعده أعمى يتحسس طريقه بعصا غليظة .. ويتذوق " أبو حنظلة " .. طعم الحنظلة .. التى اختارها لأبنه إسما .. 
كل ذلك وربما أكثر منه خطر لأبى سفيان .. 
ولا منجاة له إلا أن يسارع إلى لقاء محمد ليعقد معه عهداً جديداً .. أو يمد له فى العهد والعقد المنهار ..
ومضى مسرعاً إلى المدينة .. وهو يمضغ بقايا مجده وعزته وكبريائه فى طبق مهانته فى الطريق ..
أم حبيبة تعود أماً للمؤمنين : 
وعادت أم حبيبه مع العائدين من الحبشة واستقبلهم رسول استقبال المشوق وتوافق فتح "خيبر" مع قدوم العائدين من الحبشة مع جعفر بن أبى طالب ... 
فالتزم الرسول وقبَّل بين عينيه وقال ! " ما أدرى بأيهما أنا أُسَرُّ .. " 
" بفتح خيبر ..  أم بقدوم جعفر ..
وليمة لأم حبيبه :
وأقام عثمان بن عفان - خال أم حبيبه - وليمة كبيرة احتفالاً بزواج أم حبيبه برسول الله عليه الصلاة والسلام . 
وتذكر أبو سفيان ابنته التى خرجت على طاعته .. 
وهاجرت بدينها إلى الحبشة .. 
ولكنها عادت الآن أما للمؤمنين .. فلعلها ترقق عليه قلب محمد 
فلماذا لا يذهب إليها ... ؟ 
لقاء أبى سفيان بابنته : 
دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبه .. 
فلما هم بالعقود على فراش الرسول عليه الصلاة والسلام 
بادرت أم حبيبه برفعه .. 
تعجب أبو سفيان .. وقال لها : 
يا بنية .. ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش 
أم رغبت بهذا الفراش عنى ؟ 
قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم  
وأنت رجل مشرك .. 
ولم أحب أن تجلس على فراش الرسول ... وأنت على هذه الحال من الشرك بالله 
قال : والله لقد أصابك يا بنية بعدى شر كثير .. 
لقاء الشرك بالإيمان : 
التقى زعيم المشركين بنبى المسلمين 
ترى .. كم من الصور تراءت أمام كل منهما فى تلك اللحظات ..؟
كلم أبو سفيان رسول الله محاولاً أن يجدد العهد …
أو يمده فلم يحصل من الرسول على شئ ..
اللقاء بأبى بكر : 
طلب منه أن يكلم الرسول فقال له مستنكراً 
" ما أنا بفاعل " 
اللقاء بعمير . 
أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال : 
" أنا أشفع لكم إلى رسول الله والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم عليه 

اللقاء بعلى بن أبى طالب : 
ثم خرج أبو سفيان من عند عمر فدخل على علىَّ بن أبى طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله وعندها الحسن غلام يدب بين يديها فقال : 
" يا على .. إنك أمس القوم بى رحما وإنى قد جئت فما حاجة ..
فلا اَرْجِعَنَّ كما جئت خائباً .. فاشفع لى !
قال على : 
ويحك يا أبا سفيان .. 
والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه 
التفت أبو سفيان إلى فاطمة رضى الله عنها فقال : 
يا ابنة محمد .. 
هل لك أن تأمرى بُنَيِّك هذا .. فيجير بين الناس .. فيكون سيد العرب 
إلى آخر الدهر؟! 
قالت  :
والله ما بلغ بُنَىَّ ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
قال : يا أبا الحسن .. إنى أرى الأمور قد اشتدت علىَّ فانصحنى .. !! 
قال على : 
والله ما أعلم لك شيئاً .. ولكنك سيد بنى كنانة .. 
فقم فأجر بين الناس .. ثم الحق بأرضك 
قالوا أبو سفيان : 
وهل ترى ذلك مغنياً عنى شيئاً ؟ 
قال على : .. لا والله ما أظنه .. ولكنى لا أجد لك غير ذلك !!
وقام أبو سفيان بعد أن تقاذف بنفسه كالكرة كما رأينا 

ودخل المسجد فقال : 
" أيها الناس ، إنى أُجْرُت بين الناس " 
ثم ركب بعيره وانطلق ...
ما وراءك : 
لما قدم على قريش قالوا له : ما وراءك ؟ 
قال : 
جئت محمداً فكلمته .. 
فو الله ما رد علىَّ شيئاً 
ثم جئت ابن أبى قحامة .. 
فلم أجد فيه خيراً 
ثم جئت ابن الخطاب 
فوجدته أشد الأعداء 
ثم جئت علياً .. 
فوجدته ألين القوم 
وقد أشار علىَّ بشى صنعته 
فو الله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئاً أم لا 
قالوا : وبم أخبرك ؟ 
قال : أمرنى أن أجير بين الناس ففعلت ..
قالوا : فهل أجاز ذلك محمداً ؟ 
قال : لا 
قالوا : ويلك .. ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغنى عنك ما قلت
قال أبو سفيان : ما وجدت عندهم غير ذلك !!
وهكذا حاول أبو سفيان .. أن يسند جداراً .. أوشك أن يقع ..
أو أن يجدد ثوباً ..  أبلته الرقع ..
أو أن يبذل ماء وجهه ..  فما أجداه ذلك شيئاً .. وما نفع 
فانتظر ما يتكشف عنه الغد القريب وقلبه بين جنبيه يدق فى هلع !
فتح مكة :
تسارعت الأحداث .. 
- تحرك جيش المسلمين من المدينة قاصداً مكة لفتحها 
- كلمت عدة الجيش عشرة آلاف مقاتل .. وقريش لا تدرى 
العباس يستكشف : 
خرج العباس مع أهله .. التقى بابن أخيه رسول الله وبهذا الجيش اللجب العظيم الزاحف على مكة ..
قال العباس : ماذا تفعل يا رسول الله إذا ما طلبت قريش الأمان 
قال الرسول : إنه يود أن يدخل مكة دون إراقة دماء .. 
وامتطى العباس بغلة النبى البيضاء عائداً إلى مكة ...
ليؤمن من لا يشهر سلاحاً فى وجه هذا الجيش الذى لا يغلب بإذن الله تعالى .
العباس يجير أبا سفيان : 
عرف العباس صوت أبى سفيان فناداه. 
- : أبا حنظلة . 
أبو سفيان : أبا الفضل 
العباس : ويحك يا أبا سفيان .. 
هذا رسول الله فى الناس . وا صباح قريش إذا دخل مكة عنوة 
أبو سفيان : ما الحيلة .. فداك أبى وأمى ؟ 
أردفه وراءه على البغلة .. 
ومَّر أبو سفيان بين عشرة آلاف مقاتل أوقدوا نيرانهم لتبعث الرعب فى قلب مكة وأهلها 
أبو سفيان : لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً يا أبا الفضل ..
العباس : إنها النبوة يا أبا سفيان 
ورأى عمر بن الخطاب أبا سفيان خلف العباس فعرفه 
فانطلق إلى رسول الله طالباً ضرب عنقه 
قال العباس : إنى أجرت أبا سفيان يا رسول الله ..
وبعد حوار طويل بين العباس وعمر رضى الله عنهما جاء العباس بأبى سفيان فى الصباح إلى رسول الله . 
النبى : ويحك يا أبا سفيان .. ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ 
أبو سفيان : بأبى أنت وأمى .. ما أحلمك .. وأكرمك .. وأوصلك 
والله لقد ظننت لو كان مع الله إله غيره .. لقد أغنى شيئاً بعد ...
" أى لو كان مع الله إله آخر لدافع عنهم ..ولما وقع أبو سفيان فى هذه الكارثة ! "
النبى : ويحك يا أبا سفيان .. ألم يأن لك أن تعلم أنى رسول الله ؟ 
أبو سفيان : بأبى أنت وأمى ما أحلمك .. وأكرمك .. وأوصلك .. 
أمَّا والله هذه .. فإن فى النفس منها حتى الآن شيئاً 
العباس : موجهاً كلامه لأبى سفيان : 
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمد رسول الله . قبل أن تضرب عنقك .. 
وشهد كبير قريش !
قال العباس  : يا رسول الله .. إن أبا سفيان رجل يحب الفخر .. فأجعل له شيئاً 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : 
من دخل دار أبى سفيان .. فهو آمن 
ومن أغلق بابه فهو آمن ..
ومن دخل المسجد فهو آمن .. 
ــــــ
وانطلق أبو سفيان يصيح بأعلى صوته 
" يا معشر قريش .. هذا محمد قد جاءكم .. بما لا قبل لكم به 
فمن دخل دار أبى سفيان .. فهو آمن 
فقامت إليه زوجه هند بنت عتبة .. فأخذت بشاربة .. 
قالت هند : اقتلوا الحميت .. الدسم .. الأحمس 
قبح من طليقه قوم .. أى اقتلوا هذا الزق الممتلئ سمنا ..
والذى لا خير فيه فبئس حارساً للقوم هو .
قال أبو سفيان : ويلكم .. لا تغرنكم هذه من أنفسكم ..
فإن قد جاءكم مالا قبل لكم به ..
فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن 
قالوا : قاتلك الله ...  وما تغنى عنا دارك 
قال : ومن أغلق عليه داره فهو آمن 
ومن دخل المسجد .. فهو آمن 
فتفرق الناس ... 
إلى دورهم .. وإلى المسجد 
ــــــ
وسرَّت أم حبيبة بإسلام أبيها وإن كان إسلامه تم بهذه الصورة 
هل  كان أبو سفيان يستحق القتل ؟ 
- كان عمر بن الخطاب يرى قتله ..
 واستأذن الرسول فى ضرب عنقه لولا 
تدخل العباسعم الرسول واجارته 
- كذلك كان يرى هذا الرأى جماعة المستضعفين 
من المسلمين الأول الذين تعرضوا للقهر والتعذيب من أبى سفيان وأمثاله من أشراف قريش . 
- فقد مرَّ أبو سفيان أمام عمار وبلال وصهيب 
فقالوا : " إن سيف الله لم يأخذ حقه من عنق هذا المنافق .. " 
فقال لهم أبو بكر الصديق ... 
" لا تقولوا هذا على شيخ قريش " 
فصمتوا تأدباً مع أبى بكر ..
ومضى أبو بكر إلى رسول الله فذكر  له هذا الحديث 
الذى كان منهم كما ذكر ما قاله لهم 
فقال له رسول الله : " لعلك أغضبتهم يا أبا بكر " فقد أغضبت الله تعالى " 
فأسرع أبو بكر إليهم .. واعتذر لهم .. 
فقالوا له : غفر الله لك 
استرضى أبو بكر هؤلاء المستضعفين .. 
السابقين إلى الإسلام الذين نالوا من التعذيب ما نالوا على يد أبى سفيان وأمثاله 
بماذا يفخر أبى سفيان : 
إن حكمة رسول الله  جعلت من أبى سفيان شيخ قريش مجرد بوق يعلن لأهل مكة جميعاً أنه كان على ضلال هو ومن معه .. 
ففتحت مكة أذرعها لرسول الله ولمن معه من المؤمنين . 
وفى الحقيقة فإن رسول الله لم يمنحه أى شئ يمكن الفخر به ...
بدليل أن زوجته هند بنت عتبة شدت شاربه حينما سمعته يقول بشئ من الفخر الكسير .. " من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن " 
وقالت للناس أقتلوه .. لأنه لا خير فيه وقال الناس له فى جرأة عليه أملاها الموقف 
" قاتلك الله وما تغنى عنا دارك "
وذلك لأن رسول الله منح الأمان العام لكل من يغلق داره .. ولكن أبا سفيان أخفى هذا الأمان العام ولم يجهر فى البداية إلا بالأمان الممنوح له ... ولم يعلن عن الأمان العام إلا بعد أن قال له الناس " قاتلك الله .. 

فاضطر إلى أن يقول : 
" ومن أغلق عليه داره فهو أمن " 
وقفة مع بنت الشاطئ 
تصور بنت الشاطئ مشاعر أم المؤمنين حبيبه غداة فتح مكة .. 
" إن موقفها كان صعباً بالغ الصعوبة ، دقيقاً أشد الدقة ، فانتصار محمد صلى الله عليه وسلم  يعنى القضاء على أبيها وعشيرتها ... 
فهل يبرأ قلبها من الحزن للمصير الفاجع الذى ينتظرهم ؟ كلا 
( كتاب تراجم سيدات بيت النبوة ) 
ونرى أن هذا التصوير لمشاعر أم المؤمنين حبيبه لا يكاد يتحسس حتى ظاهر شخصيتها ..
فأمه حبيبه امرأة صادقة الإيمان صلبة العقيدة كأقوى ما يكون ..
فهى هاجرت إلى الحبشة هاربة بدينها من أبيها وعشيرتها 
ولا نريد أن نكرر ما سبق أن قلناه عن صلابتها وصمودها وانفصالها عن زوجها لتغيير دينه ... و.... , ... إلخ 
ولم تحاول الاتصال بأبيها ولا بأحد من المشركين من هناك أو تطلب المعونة من أى أحد .
عاملت أباها حينما زارها معاملة لا تدل على أدنى تعاطف معه .. 
بل ورد أنها لم تسمح له بالجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى غيبة الرسول ومجرد جلوس المشرك على فراش النبى غير محرم ولا ينجس الفراش . 
بل إنها وصفت أباها كما جاء فى طبقات ابن سعد 
فقالت : " بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك " 
فهل يصح أن توصف امرأة بهذه الصلابة والصراحة بأنها حائرة .. وخائفة على أبى سفيان ومن معه ؟!
ثم تقول بنت الشاطئ :
إن أم حبيبة هتفت وقد هزها الفرح حينما بلغ سمعها قول أبى سفيان 
" من دخل دار أبى سفيان فهو آمن "
هتفت أم حبيبة قائلة : 
" من دخل دار أبى فهو آمن "
وقامت لترى وقع النبأ الجليل على عائشة وحفصة وكل نساء النبى صلى الله عليه وسلم  " !!!
ومن تلك اللحظة لم تقبل قط أن تتحداها عائشة .
لنا أن نقول : 
إن أم المؤمنين حبيبة فرحت لإسلام أبيها .. ولكنا لا نصدق أنها قامت تستطلع وقع النبأ الجليل على عائشة .. وجميع نساء النبى من أجل ما تتصوره بنت الشاطئ من أن أبا سفيان أخذ وساماً يمكن أن يباهى به أبا بكر وعمر .. 
رجل أسلم يوم الفتح هو أبو سفيان وكان من الذين أحلت دماؤهم فى ذلك اليوم لولا أن استنقذه العباس عم النبى من قطع رقبته حتى آخر لحظة ..
ولم يمنحه الرسول شيئاً يمكن أن تفخر به أم حبيبة ..
وأم حبيبة رضى الله عنها كانت أعمق فهماً وأذكى عقلا من أن تباهى عائشة بما تزعم بنت الشاطئ أنه وسام ! 
وقد سبق إبداء الرأى فى مضمون وحقيقة هذا الوسام المزعوم .
أبو سفيان لا ينكر تحريضه قريشاً :
يغالى أبو سفيان فيزعم أنه حينما ترك قتال رسول الله .. لم يجد العرب مناصاً من ترك القتال والتسليم .
جاء ذلك فى دعابة ألقاها أبو سفيان فى بيت أبنته أم حبيبة أضحك بها الرسول :
قال أبو سفيان :
" والله إن هو إلا أن تركتك .. فتركتك العرب 
إن انتطحت فيك وقالوا : جماء ولاذات قرن ! "
ورسول الله يضحك ويقول : " أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة "
لمـاذا الزواج برملة ؟
لاشك أن زواج الرسول من أم حبيبة كان لصفات شخصية قوية كشفت عنها الأحداث التى مرت بها .. بدءا من هجرتها إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش .. ولم تتأثر بموقف أبيها من رسول الله ومعاداته الشديدة له .
ثم ثباتها على الإسلام بعد ارتداد زوجها .. وصمودها فى الغربة على ما آمنت به ..
حبها الشديد للإسلام وكراهيتها للشرك والمشركين إلى الحد الذى تمنع أباها من الجلوس على فراش رسول الله وتواجهه بمنتهى الصراحة والوضوح : بأنه نجس مشرك ..
فإذا حقق هذا الزواج تآلفاً بين قلوب أولئك الذين ناصبوا الرسول العداء .. فلا حرج أن تجتمع وأن تتحقق عدة أسباب يؤيد بعضها بعضاً وتكون فى النهاية كلها مجتمعة مؤيدة لدين الله .
لقب أم المؤمنين :
لاشك أن لقب أم المؤمنين الذى تقلدته أم حبيبة بزواجها من رسول الله كان يرضى ويسعد كبرياء أبى سفيان وزهوه .. بل ويرضى زهو أبنائه من بعده 
معاوية وعمرو بن أوس :
روى أن عمرو بن أوس من قبيلة أود قاتل مع الإمام "على" يوم صفين فأسره معاوية وأشار عمرو بن العاص على معاوية بقتل الأسرى فقال عمرو بن أوس لمعاوية بن أبى سفيان " إنك خالى فلا تقتلنى "
فقام بنو أود - وكانوا يقاتلون مع معاوية – 
فقالوا لمعاوية : " هب لنا أخانا "
قال معاوية : " دعوه ، لعمرى لئن كان صادقا فلنستغنين عن شفاعتكم ..
ولئن كان كاذباً لتأتين شفاعتكم من ورائه "
وسأل معاوية أسيرة عمرو بن أوس 
" قل لى .. من أين أنا خالك ؟ " 
فوالله ما كان بيننا وبين قبيلة "أود" مصاهرة
قال الرجل : فإن أخبرتك فَعَرَّفتُكَ بهذا النسب أيكون ذلك سبباً للأمان عندك ؟
قال معاوية : نعم 
قال الرجل : ألست تعلم أن أم حبيبة بنت أبى سفيان زوج النبى صلى الله عليه وسلم  
قال معاوية : نعم 
قال الرجل : هى أم المؤمنين .. فأنا ابنها .. وأنت أخوها .. فأنت خالى !!
قال معاوية معتزاً بهذا اللقب : .. لله أبوك !
ما كان فى هؤلاء واحد يفطن لها غيرك !
ثم قال معاوية للأوديين :
" أيستغنى عن شفاعتكم خلوا سبيله ..
أم حبيبة والحداد :
لما مات أبوها أبوسفيان ..
دعت بطبيب فطيبت ذراعيها وعارضيها ..
ثم قالت : " إنى كنت عن هذا لغنية ..
لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 
" لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد 
على ميت فوق ثلاث .. إلا على زوج
فأنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً "
أم حبيبة راوية :
روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  خمسة وستين حديثاً 
روت عنها بنتها حبيبة التى تربت فى حجر الرسول وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبى سفيان .. وابن أختها أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة ، 
وعروة بن هشام بن المغيرة 
وأبو صالح السمان ، وزينب بنت أبى سلمة ربيبة النبى صلى الله عليه وسلم  
الصلاة فى الثوب ...
روى عنها أخوها معاوية بن أبى سفيان .. وكان سألها : 
هل كان النبى صلى الله عليه وسلم  يصلى فى الثوب الذى يجامع فيه ..؟
قالت : نعم : إذا لم يرَ فيه أذى 
وروى عنها عنبة بن أبى سفيان قالت : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صلى قبل الظهر أربعاً ، وبعده أربعاً حرمه الله عز وجل على النار "
خوف الله : 
قالت عائشة رضى الله عنها : " دعتنى أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه وسلم  
عند موتها فقالت :
قد كان ما يكون بيننا ما يكون بين الضرائر 
فغفر الله لى ولك .. ماكان من ذلك 
فقلت : غفر الله لك ذلك كله .. وتجاوز وحلك من ذلك .
فقالت : سررتنى .. سرك الله 
وأرسلت إلى أم سلمة ..فقالت لها مثل ذلك 

وفاتها : 
توفيت رضى الله عنها سنة أربع وأربعين فى خلافة أخيها معاوية ودفنت بالبقيع.



1 التعليقات :

إرسال تعليق